الخميس، ٢٥ سبتمبر ٢٠٠٨

وردة حمراء ذابلة


مد يده التقط مقبض درج مكتبه وفتحه، فتش بين أوراقه وأخرج من بينها كتاب صغير التقطه ونظر إلى غلافه.. لمعت عيناه وكإنه يتذكر شيئا ما.. تنهد طويلا ومد يده بالكتاب ليعطيه لها قائلا: إنها احدى الكاتبات الشابات وهذا أول عمل لها اتمنى ان يحوز على إعجابك لمعرفتي بحبك لهذا النوع من الكتابات.. التقطت الكتاب من بين يديه وشدها عنوانه "إعترافات عاشقة".. يا له من عنوان لديوان شعر!! نظرت إلى اسم مؤلفته وحاولت ان تستجمع ذاكرتها وأفكارها علها تتذكرها ولكنها فشلت يبدو إنها مثلما قال لها "كاتبة شابة غير معروفة".

فتحت الكتاب لتطالعها اولى صفحاته المكتوب عليها بخط نسائي جميل ومنمق: "إلى من اشرقت حياتي بنوره..إلى من تفتحت أزهار عقلي بأرائه وكتاباته.. أهدي اليك أولى أعمالي فلولاك لما خطت يدي بحرف واحد منه .. أحــبــك .. "ع . م"!!!

لفت نظرها هذا الإهداء، وحاولت ان تربط بين هذه الحروف الأولى واسم صاحبة الكتاب لتجد انه بالفعل تطابق بين الاسمين.. أخذتها الدهشة والتعجب ودارت العديد من علامات الاستفهام في رأسها؛ من هو هذا المحبوب الذي كتبت له هذا الإهداء؟! وهل هو بالفعل صديقي الذي اعطاني الكتاب أم انه شخص آخر؟! وأين هي الآن؟! وإلى أين وصلت قصة حبهما؟! وهل ما زالا على علاقة ببعضهما البعض أم افترقا كل منهما في طريق؟! ... أرادت لو تملك الشجاعة لتسأله كل هذه الأسئلة ولكنها لم تجرؤ على ذلك، تملكها حب الإستطلاع، قلبت في صفحات الكتاب علها تجد الإجابة على تساؤلاتها... إلى ان وجدتها فجأة قابعة بين صفحات الكتاب "إنها وردة حمراء ذابلة .. ذبلت أوراقها وتفرقت بين صفحات الكتاب ولكن ظلت رائحتها عالقة فيه".

مسكتها وحاولت ان تسأله عليها ولكنه فاجأها بان التقطها بسرعة من بين يديها وتعلو وجهه إبتسامة يحاول ان يخفي بها علامات الارتباك والحيرة التي اعترته واسرع ليلقي بها في سلة المهملات قائلا لها "لا أعلم من أين أتت هذه الوردة يبدو ان أحدا أهداها لي ونسيتها بين صفحات الكتاب ولكن لا تقلقي لقد خلصتك منها!!" ... نظرت إليه وتعلو وجهها ملامح الدهشة والحزن ونظرت إلى الوردة القابعة بسكون في سلة المهملات لتجيبها على كل الأسئلة المحيرة التي دارت في عقلها وأشفقت على صاحبتها التي أصبحت هي ووردتها بعد كل هذا الحب في سلة مهملات قلبه!!!  

ليست هناك تعليقات: