الجمعة، ٢٦ أكتوبر ٢٠٠٧

وســـــــــــقـــــــــــــط القنـــــــــــــاع


قابلتها ابتسمت في وجهي، سلمت علي وقبلتني، وسألتني عن أحوالي وعما أفعله وحدثتني كثيرا ثم تركتني وذهبت... تركتني والحيرة بداخلي وسؤال واحد يتردد ولا أعرف له إجابة حتى الأن.........

هل أصبحنا كلنا ممثلون بارعون إلى هذا الحد؛ فأنا أعلم كل العلم وهي أيضا مدى اختلافنا وإختلاف شخصياتنا عن بعضها البعض الأمر الذي قد يصل إلى -لن أقول كره كل مننا للأخرى- ولكن يكفي عدم الإرتياح، ولكن لماذا نفعل ذلك، لماذا لا نكون صرحاء مع أنفسنا ونبتعد أو نتجنب ما قد لا نرتاح له أو قد يسئ لنا ...هل هو النفاق الاجتماعي أو هي الأقنعة التي ارتضينا أن نرتديها حتى أصبحنا لا نتخلى عنها أو أصبحت جزء من حياتنا أو أصبحنا حتى لا ندرك أننا نلبسها من كثر ما تعودنا عليها، وتتعدد هذه الأقنعة وتتنوع على حسب الموقف أو بالأحرى على حسب المصلحة التي نريد الوصول اليها؛ فمنها قناع الحب الذي نلبسه لنقنع من أمامنا مدى حبنا له ثم نتركه ليكتشف الحقيقة في النهاية وأن كل هذ الحب لم يكن سوى وهم أو سراب، وهذا القناع يعد من وجهة نظري هو اسوأ أنواع الاقنعة فكيف يستطيع انسان أن يمثل ويزيف اسمى وارقى المشاعر الانسانية التي خلقها الله ولكن للأسف يبدو اننا أصبحنا ممثلون غاية في البراعة، وهناك قناع الطيبة أو البراءة الذي قد نلبسه في بعض الأحيان حتى نشعر من أمامنا بمدى حسن شخصيتنا أو حتى نكسبه، وهناك أيضا قناع الفضيلة الذي قد يلبسه البعض حتى يظهر أنه الانسان المثالي أمام المجتمع على الرغم من أنه قد يكون بداخله اسوأ الصفات ولكنه يستطيع اخفائها ومواراتها بكل براعة، وهناك وهناك وهناك العشرات بل المئات من الأقنعة التي قد نرتديها حتى نصل إلى هدفنا لنكتشف اننا ندور في حياة مليئة بالزيف والخداع والغريب ان كلنا نتساءل لماذا أصبحت الدنيا سيئة إلى هذا الحد!!!!

ويبقى السؤال هل أصبحنا مزيفون إلى هذا الحد؟ لماذا لا نريح أنفسنا ونظهر ما بداخلنا ونكون بطبيعتنا...فاعلم انك مهما فعلت لن يفيدك هذا المجتممع ومهما لبست من أقنعة حتى تجمل نفسك وشخصيتك أمامه سيجئ في النهاية من لا يرضى عليك ويتحدث عنك، لتفيق في النهاية على الحقيقة المرة وهي ضياع هويتك وضياع شخصيتك الحقيقية ولكن بعد فوات الأوان فلن تستطع استرجاعها وستكتشف أن هذه الأقنعة شكلت شخصية جديدة أبعد ما تكون عما تريد ولكن لن يكون بيدك ما تفعله فلن يمكنك نزعها أو التخلي عنها....... فاظهر شخصيتك كما هي وليكن الرقيب الوحيد عليك هو الله ثم ضميرك؛ فافعل ما يرضي الله ثم يرضي ضميرك وعد إلى شخصيتك الحقيقية التي اتمنى ان تجدها ولا تكون الأقنعة قد اخفتها أو اضاعتها حتى لا تجد نفسك تستيقظ كل صباح وتتسأل......أية قناع سأرتدي اليوم؟!

ليست هناك تعليقات: