الجمعة، ٤ يناير ٢٠٠٨

وداعا جمال بدوي..وداعا شيخ الصحفيين والمؤرخين


رحل عنا يوم الاثنين 31-12-2007 الكاتب الكبير جمال بدوى عن عمر ناهز 74 عاما، ومن المفارقة أن بدوي الذي شغل منصب رئيس تحرير صحيفة الوفد الحزبية قد نشر قبل وفاته مقالة بنفس الصحيفة ينعى فيها العام 2007 الذي قال إنه رحل بالكثير من المآسي، معرباً عن أمله في أن تكون السنة الجديدة أفضل.
ويبدو أن بدوي -الذي توفاه الله قبل استقباله العام الجديد- رفض أن يستقبل هذا العام بوجه تعلوه الكآبة بعد أن أشار في مقالته تلك إلى أن المصريين سيستقبلون العام الجديد تعلوهم الكآبة والوجوم، وسيخافون أن يكون العام المقبل (الحالي) أشد قسوة وأكثر ضيقاً من الأعوام السابقة .

وكان جمال بدوى غزير الانتاج الثقافى ، حيث كان ينشر مقالات يومية فى "صحيفة الوفد" ،كما كان مهتماً بدراسة التاريخ المصري والقراءة منذ نعومة أظفاره، فبدأ بقراءة الصحف والمجلات في الصغر، وكان يقول: «دخلت بلاط صاحبة الجلالة من بوابة القراءة، قبل أن يخطر علي بالي أن أكون صحفياً، ففي سن العاشرة شغفت بقراءة كل ما يتسني لي من صحف ومجلات».

يعد الاستاذ جمال بدوى من أشهر المؤرخين فى العصر الحديث ..كتب فى الشأن العام والتاريخ والسياسة والفكر وقدم البرامج فى الإذاعة والتليفزيون، ولقب بشيخ الصحافة المتحرر.

ونال على عطائه الغزير وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من الرئيس حسنى مبارك عام 1995، كما حصل على الجائزة الأولى من جريدة "الشرق الأوسط" عن أفضل مقال نشر عام 1996، وحاز كتابه "أنا المصرى" على أوسكار أفضل كتاب فى لمعرض الدولى للكتاب عام 2004

ولد محمد جمال الدين اسماعيل بدوى بمدينة بسيون بمحافظة الغربية عام 1934 ونشأ وتعلم فى كتاتيبها ومدارسها الاولى، وتخرج فى كلية الاداب جامعة القاهرة - قسم الصحافة عام 1961، وأثناء دراسته اختاره مصطفى أمين للعمل فى أخبار اليوم.
وانتدب عام 1972 - مع اخرين - إلى دولة الامارات العربية المتحدة لاصدار صحيفة "الاتحاد" وعاد عام 1981 إلى أخبار اليوم، وشارك عام 1984 شارك فى تأسيس "صحيفة الوفد" مع الراحل مصطفى شردى وعمل مديرا للتحرير، ثم رئيسا للتحرير عام 1989،الى ان استقال وعاد الى "أخبار اليوم" وتخصص فى كتابة الدراسات التاريخية فى صحف مؤسسة أخبار اليوم ومجلة "المصور" بدار الهلال أسبوعيا والجمهورية والاتحاد الاماراتية والشرق القطرية.
أسس الراحل جمال بدوى جريدة "صوت الأزهر" عام 1999، وحاضر فى التليفزيون، وكانت له برامج كل يوم اثنين على القناة الاولى، وبرنامج اخر فى القناة الثقافية.

أصدر بدوى حوالى عشرين كتابا فى الفكر والتاريخ، منها "فى محراب الفكر" 1998، و"محمد على وأولاده" 1999، و"مسرور السياف.. واخوانه" 1996، و"مسلمون وأقباط من المهد الى المجد" 2000.
كما أصدر الراحل "فى دهاليز الصحافة" 2002، و"الطغاة والبغاة" 1996، و"مصر من ناقة التاريخ"، و"مسافرون إلى الله بلا متاع" و"الوحدة الوطنية بديلا عن الفتنة الطائفية" و"حدث فى مصر"، و"معارك صحفية"، و"المماليك على عرش فرعون"، و"حكايات مصرية"، و"أنا المصرى"، و"من عيون التراث".
وكان الراحل حتى وفاته عضو في الهيئة العليا لحزب الوفد ورئيس لجنة الثقافة والفكر

رحم الله الكاتب والمفكر الكبير الذي كان يجمع بين أكثر من تيار فكري فقد كان ليبراليا وفي نفس الوقت لديه خلفية إسلامية كبيرة جدا بالإضافة إلى عشقه الدائم للتاريخ، وهو ما لم يتسنى لأي كاتب آخر

لن ننساك أيها المفكر العظيم ولن انسى انني ظللت لسنوات لابد ان يكون مقالك هو أول ما ابدأ به قراءتي اليومية لجريدة الوفد وكم كانت استفادتي واستفادة المئات أو الآلاف من هذا المقال.

ليست هناك تعليقات: