الجمعة، ٧ ديسمبر ٢٠٠٧

وتألقت الماجدة في حفل مهرجان القاهرة للإعلام العربي









كنت أشعر بالملل وإذا بي أمسك الريموت كونترول لأبدأ رحلتي المعتادة بين المحطات التي غالبا ما تنتهي بأن اطفأ التليفزيون وأقوم من أمامه، وإذ فجأة أجدها أمامي في فستانها الأبيض الذي أضاف عليها لمحة ملائكية جعلتها تبدو كأحد أبطال الأساطير اليونانية القديمة، تجمدت في مكاني وظللت أدقق النظر حتى أتحقق مما أراه لعلني أكون في حلم جميل ولكنها كانت المفاجأة فقد كانت الفنانة الرائعة التي تحمل على عاتقها رسالة الفن وتسافر بها لتوصلها إلى كافة البلدان والقارات "ماجدة الرومي" وقد حلت ضيفة على "مهرجان القاهرة للإعلام العربي" في حفله الأول، ظللت أردد بيني وبين نفسي في فرح وسرور "ياااه وأخيرا ما كل هذه الغيبة الطويلة" فقد أصبحت إطلالتها نادرة جدا في الأونة الأخيرة وخاصة في الحفلات الحية في القاهرة، أخرجتني من الحالة التي كنت فيها للدرجة التي قد تكون جعلتني انتقل من العالم الواقعي إلى عالم أخر جميل لا يتخلله الحزن أو الإكتئاب أو الملل ولكنه عالم ملئ بكل معاني الحب والسعادة والبهجة وطوال أكثر من ساعتين مروا علي كأنهم دقيقتين وكلما غنت أغنية وانتهت منها أريد ان يرجع الزمن للوراء حتى لا تنتهي الحفلة وأفيق من هذا الحلم الجميل، وكما بدأت الحفل برسالتها للحب أبت إلا أن ينتهي برسالتها للسلام لتوجه رسالة تعد بمثابة الصفعة على وجه القادة والساسة اللبنانيين تناشدهم فيها أن ينهوا النزاعات ويتفقوا ليتوصلوا إلى حل للقضية اللبنانية وليرحموا الشعب اللبناني من نزاعاتهم واختلافاتهم، ثم في النهاية توجه رسالة شكر للشعب المصري على وقفته شعبا وقيادة وفنانين ومساندته الدائمة للشعب اللبناني خلال أزماته وتختم الحفل بهديتها وتحيتها للجمهور المصري بغنائها أغنية "باحلف بسماها وبترابها"، لتغادر الحفل وتتركني في انبهاري وحبي الدائم لهذه الفنانة الأكثر من رائعة التي كبرت على حبي وعشقي الدائم لصوتها الملائكي، وتتركني في حيرتي وتساؤلي عن السر الموجود في هذه الفنانة التي تأسر أذن وقلب كل من يستمع إليها ولا يملك إلا أن يعجب بها، وتتركني في إندهاشي عندما أعرف إنها طوال كل هذا المشوار الفني لم تنتج إلا سبعة ألبومات فقط لتثبت أن الفنان القدير الناجح ليس بكم أغانيه ولكن بكيفها وإحترامه لجمهوره؛ فهي سبعة ألبومات فقط ولكن كل أغنية منهم تعد بمثابة المئات بل الألاف من الأغاني بالمعاني والكلمات والقيمة التي تحملها؛ فمن منا ينسى "كلمات"، من منا ينسى "طوق الياسمين"، من منا ينسى "عيناك ليال صيفية"، من منا ينسى "مفترق الطرق"، من منا ينسى "أدم وحنان"، من منا ينسى "سمراء النيل"، من منا ينسى "كن صديقي"، ومن منا ينسى "مع جريدة" و..و..و.. إلى أخره من الروائع التي لو أحصيتها لن انتهي منها، هذا بالنسبة للأغاني العاطفية أما بالنسبة للأغاني الوطنية فلا أحد يستطيع أن ينسى روائع ماجدة الرومي مثل "بيروت ست الدنيا" و "سيدي الرئيس" و "سوف نبقى" و..و..و..

تحياتي وشكري لكي ايتها الفنانة الرائعة التي تنتمي إلى زمن الفن الجميل الذي أصبح نادرا بل منعدما في أيامنا هذه، لتمثل كل ما هو راقي وجميل وبرئ وتحاول أن توصل رسالة بفنها الراقي العظيم الذي يخرجنا من عالمنا الردئ وينسينا همومنا ويحمل لنا الأمل انه مازال هناك شيئا جميلا في هذه الحياة.

ليست هناك تعليقات: