الثلاثاء، ٤ ديسمبر ٢٠٠٧

هل أصبحت المشاعر النبيلة ضعفا وعيبا في هذا الزمان

اتذكر جيدا عندما كنت صغيرة كانت إحدى قريباتي تنهرني عندما تراني أبكي أو ترى دموعي تتساقط لأحد الأسباب وأجدها تقول لي "إن الدموع ضعف والإنسان الذي يبكي انسان ضعيف" حتى أصبحت أكره ان تتساقط دموعي وألوم نفسي كثيرا عندما أضعف في بعض الأحيان ولا استطيع ان اتماسك، ولكن عندما كبرت ومر علي العديد من المواقف جعلتني أعي تماما ان الدموع ليست ضعف بل انها من أرقى وأنبل المشاعر الإنسانية التي خلقها الله في الانسان ليعبر عما بداخله.
عندما رأيت أبي في إحدى المرات يبكي عندما كانت أمي حالتها الصحية خطيرة واضطرت إلى إجراء إحدى العمليات الجراحية وكانت هذه المرة الأولى والأخيرة التي أرى فيها دموع أبي تتساقط أمامي، وعندما رأيت دموع ابن خالي الأكبر تتساقط أمامي بعد وفاة أبيه وهو شاب في الرابعة والعشرين من عمره ليحتضن عماته ويبكي على أبيه، وعندما رأيت دموع وزيرة التعليم العالي لإحدى الدول العربية وهي تحكي لنا عما قاسته وعانته سيدات وأمهات هذه الدولة عند إستعمار وإحتلال إحدى الدول الأخرى لها......فهل كل هذا يعد ضعف!!!!
فإذا كانت دموع الحب والخوف والقلق على أمي من أبي ضعفا فما اعظمها هذه الدموع، وإذا كانت دموع الحزن والفراق من ابن خالي على أبيه ضعفا فما أعظمها هذه الدموع، وإذا كانت دموع الظلم والحسرة على ما عانته وقاسته هذه المرأة -على الرغم من سلطتها وقوتها ومكانتها الإجتماعية- أثناء إحتلال بلدها ضعفا فما أعظمها هذه الدموع.
فهل ما زلتي تري يا سيدتي أن دموع هؤلاء ضعفا أو عيبا وإذا كانت كذلك فما أرقاها وأعظمها من أحاسيس، وعجبا لك يا زمن أصبحت فيه المشاعر النبيلة تعد ضعفا وعيبا!!!

ليست هناك تعليقات: